الشيخ عبدالرحمن السحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نريد إيضاح حول حكم مثل هذه الرسائل البريدية مع العلم أن عنوان الرسالة كان (هاام وفي ذمتك) ؟ فنرجوا أعطائنا بحث أو حكم حول هذه الرسائل , حتى يا شيخ أنهُ وصل ببعضهم الحال أن يقوم بنشر أحاديث ضعيفة , ويطلب نشرها وتوزيعها , بزعمهم أن فيها أجر ؟
_________
مرة واحد رايح السوق يتسوق للسفر لأن الصيف جاي و الناس كلها برا مافي احد
بيقعد بالديرة ،المهم و هو ماشي لقا مكتوب على جدار محل من المحلات و بخط كبير
و عريض
((الله لا إلَه إلا هُو الحَيُّ القَيّومُ ))
كان يقراها و هو يقرا مر جنبه واحد كان يشوفه قاعد يقرا
ولا يقوله تدري:
انك حصلت على 240 حسنة ؟؟؟
و حتى الي كاتبها على الجدار حصل على 240 حسنة ؟؟؟
و حتى انا كاتب الموضوع حصلت على 240 حسنة ؟؟؟
شباب بذمتكم مأخذت منكم اقل من 3 دقايق ؟؟
و حتى انت يلي قاعد تقرا الموضوع طق على FORWARD و حط ايميلات ربعك و طق على
SEND علشان تحصل على 240 حسنة و انت قاعد بمكانك
و شوف الاجر الي بيجيلك من غير ماتسوي شي
خسرت شي
اتمنى اني ما اكون ثقلت عليكم و اتمنى انكم تقرون الموضوع و ترسلونه حق غيركم
حق فايدتكم والله
_______
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
....
إجابة فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما إلزام الناس بإرسال رسائل بريدية أو رسائل جوّال ، فإن هذا - بارك الله فيك - من باب إلزام الناس بما ليس بِلازم .
وهذا من العبث !
ولا يجوز إلزام الناس بمثل هذا ، أو يُوضَع في ذِمم الناس ! ويُحمّل الناس مثل هذا .
أما المسألة الثانية ، وهي أن شخصاً مرّ بِمحلّ كَتَب صاحبه عليه أول آية الكرسي ...
فما في هذه الرسالة خطأ من وُجوه :
الأول : أن كتابة الآيات على الجدران والمحلاّت خِلاف السنة ، ومن شرط قبول العمل أن يكون على السُّـنَّـة .
الثاني : أن القرآن أُنزِل للتدبّر والعمل ، لا لأن يُكتَب على الجدران ، ولا لأن تُزيّن به المجالس !
الثالث : أن العِبرة ليست بِالعمل بِقدْر ما هي بأمرين :
1 – قَبول العمل .
ولذا لما جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه : أعطه دينارا ، فلما انصرف قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه ، فقال : لو علمت أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، لأنه تعالى يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وكان مُطَرِّف يقول : اللهم تَقَبّل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبّل مِنِّي صوم يوم . اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . رواه ابن أبي شيبة .
2 – المحافظة على حسنات العمل ، وإن قَـلّ .
فقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل ، وتصوم النهار ، وتفعل ، وتصّدّق ، وتؤذي جيرانـها بلسانـها ، فقال رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم : لا خير فيها هي من أهل النار . قيل : وفلانة تصلى المكتوبة ، وتصّدق بأثوار ، ولا تؤذي أحداً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي من أهل الجنة . رواه البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك . وهو حديث صحيح .
فليست العِبرة بأداء العمل ، بِقدر ما هي العِبرة بقبول العمل ، ثم المحافظة على حسنات ذلك العمل من أن تذهب أو تضيع !
الوجه الرابع : أن الذي يقول مثل هذا ، قد يَغترّ ، ويَظن أنه حصل على آلاف الحسنات ، ثم قد يَحمِله هذا ويَدفعه إلى فِعل السيئات ، أو الإدلال على الله بالعمل .
قال ابن القيم : وخَصّ الذِّكْر بالْْخُفْيَة لحاجة الذَّاكر إلى الخوف ، فإن الذِّكْر يستلزم المحبة ويثمرها ولا بُدّ ، فمن أكثر من ذِكر الله تعالى أثمر له ذلك محبته ، والمحبة ما لم تقرن بالخوف فإنها لا تنفع صاحبها بل قد تضرّه ، لأنها توجب الإدلال والانبساط ، وربما آلت بكثير من الجهال المغرورين إلى أنهم استغنوا بها عن الواجبات . اهـ .
فهذا قد يضرّ بصاحبه أكثر مما ينفعه ، وقد يشتغل بعض الناس بِحساب الحسنات عن حقيقة العمل ، فيكون يشتغل بِصورة العمل عن حقيقته !
وفرق بين إنسان عنده صورة العمل ، وآخر عنده حقيقة العمل !
والفرق بينهما كالفَرْق بين حقيقة الإنسان وصورته !
والمقصود أن لا يُشتَغل بِحساب الحسنات وعدِّها عن مسائل أهم ، من اتِّباع السنة إلى قبول العمل ، إلى غير ذلك .
والله المستعان .
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=40221#gsc.tab=0