هل صحيح أنَّ الملائكة تظل تدعو للمصلي ما دام جالسا في مصلاه حتى ولو كان صامتا ؟
*معلومة :
حاول قد ما تقدر إنك تظل
جالس على سجادتك بعد الصلاة أكثر وقت ممكن
سبح وأنت جالس واقرأ أذكار الصباح أو المساء وأنت جالس
وعادي لو ما تسوي شيء بس خلك جالس .
تدري ليش؟
لأن الملائكة بعدما تخلص أنت الصلاة على طول تدعي لك وتقول: " اللهم اغفر له وارحمه وتظل تدعي لك طول ما أنت جالس على سجادتك وبطهارتك "
هل هذا صحيح؟
الجواب :
هذا غير صحيح إلاّ إذا كان ينتظر الصلاة ، كأن يكون قبل الصلاة ، أو يجلس بعد المغرب ينتظر صلاة العشاء ، ونحو ذلك .
لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمَلائِكَةَ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، وَأَحَدُكُمْ فِي صَلاةٍ مَا كَانَتِ الصَّلاةُ تَحْبِسُهُ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية للبخاري : لاَ يَزَالُ العَبْدُ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَ فِي المَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ مَا لَمْ يُحْدِثْ .
وفي رواية لمسلم : لا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ، وَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، حَتَّى يَنْصَرِفَ، أَوْ يُحْدِثَ .
وفي رواية له : لا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلاّ الصَّلاةُ .
وَبَوَّب عليه البخاري رحمه الله : بابُ مَنْ جَلَسَ فِي المَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ وَفَضْلِ المَسَاجِدِ .
قال الحافظ العراقي : مَا الْمُرَادُ بِكَوْنِهِ فِي مُصَلاّهُ : هَلْ هُوَ قَبْلَ صَلاةِ الْفَرْضِ أَوْ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ الْفَرْضِ ؟
يَحْتَمِلُ كُلاًّ مِنْ الأَمْرَيْنِ . وَقَدْ بَوَّبَ عَلَيْهِ الْبَيْهَقِيُّ التَّرْغِيبُ فِي مُكْثِ الْمُصَلِّي فِي مُصَلاهُ لإِطَالَةِ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى . وَهَذَا يَدُلُّ أَنَّ الْمُرَادَ الْجُلُوسُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ صَلاةِ الْفَرْضِ . وَهُوَ ظَاهِرُ قَوْلِهِ أَيْضًا : فِي مُصَلاّهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ .
وَيَكُونُ الْمُرَادُ بِجُلُوسِهِ انْتِظَارَ صَلاةٍ أُخْرَى لَمْ تَأْتِ ...
وقال : قَوْلُهُ : " مَا دَامَ فِي مُصَلاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ " يَقْتَضِي حُصُولَ الثَّوَابِ الْمَذْكُورِ بِمُجَرَّدِ جُلُوسِهِ فِي مُصَلاهُ حَتَّى يَخْرُجَ ، لَكِنَّ رِوَايَةَ الْبُخَارِيِّ تَقْتَضِي تَقْيِيدَ حُصُولِ الثَّوَابِ بِكَوْنِ جُلُوسُهُ ذَلِكَ لانْتِظَارِ الصَّلاةِ ، فَإِنَّهُ قَالَ فِيهَا : " مَا دَامَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ " ، وَهُوَ وَاضِحٌ . اهـ.
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=113810#gsc.tab=0