ما حُـكم قراءة الفاتحة على روح الميّت ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ عبد الرحمن السحيم أرجو الرد على سؤالي وهو :
ما زلن العضوات في المنتدى يعارضن الفتوى المتعلقة بأن قراءة سورة الفاتحة على روح ميت بدعة
واستدلت إحداهن بأن عمر بن الخطاب قرأها على قبر ! فهل ذلك صحيح
أيضا عضوة أخرى اشتهرت بالصلاح في المنتدى عارضت الفتوى معللة بأنه إذا كان يجوز لنا إهداء ثواب قراءة القرآن لميت فأيضا يجوز إهداء ثواب قراءة الفاتحة لميت
الشيخ الكريم أرجو سرعة الرد لأن العضوات ما زلن يشاهدن الموضوع وأصبحن يتشككن في الفتوى وأخاف عليهن من الفتنة وجزاك الله كل خير على الرد
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
من أراد أن يستدلّ على مسألة فيلزمه صِحّة الدليل وصِحّة الاستدلال .
وأين هو الدليل الصحيح على قراءة الفاتحة على أرواح الموتى ؟!
وأين هو الدليل الصحيح على جواز قراءة القرآن على القبور ؟
ومن أصول الاستدلال أن لا يُستَدلّ بما ليس مَحَلّ قبول ولا تسليم !
وهو : إهداء ثواب العمل أو ثواب قراءة القرآن للميت .
وسبق :
حُكم قول : إلى روح والدي . وإهداء ثواب العمل له
وسُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
هل يجوز قراءة الفاتحة أو شيء من القرآن للميت عند زيارة قبره، وهل ينفعه ذلك ؟
فأجابت اللجنة :
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم أنه كان يزور القبور، ويدعو للأموات بأدعية علمها أصحابه، وتعلموها منه، من ذلك: « السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية » ، ولم يثبت عنه أنه قرأ سورة من القرآن أو آيات منه للأموات مع كثرة زيارته لقبورهم، ولو كان ذلك مشروعًا لفعله، وبينه لأصحابه؛ رغبةً في الثواب، ورحمةً بالأمة، وأداءً لواجب البلاغ ... فلما لم يفعل ذلك مع وجود أسبابه دلّ على أنه غير مشروع ، وقد عَرف ذلك أصحابه رضي الله عنهم فاقتفوا أثره ، واكتفوا بالعبرة والدعاء للأموات عند زيارتهم ، ولم يثبت عنهم أنهم قرأوا قرآنًا للأموات ، فكانت القراءة لهم بدعة محدثة ، وقد ثبت عنه أنه قال : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد . متفق عليه . اهـ .
وقراءة القرآن عند القبور مكروهة عند جماهير العلماء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وهي مذهب جمهور السلف ، كأبي حنيفة ومالك وهشيم بن بشير وغيرهم ، ولا يُحفظ عن الشافعي نفسه في هذه المسألة كلام ، وذلك لأن ذلك كان عنده بدعة .
وقال مالك : " ما علمت أحدًا يفعل ذلك " ، فَعُلِم أن الصحابة والتابعين ما كانوا يفعلونه .
وقال قبل ذلك : فأما ما يَذكره بعض الناس ، من أنه ينتفع الميت بسماع القرآن ، بخلاف ما إذا قرئ في مكان آخر - فهذا إذا عَنى به أن يَصِل الثواب إليه ، إذا قرئ عند القبر خاصة ، فليس عليه أحَدٌ مِن أهل العلم المعروفين .
وقال عن قراءة القرآن عند القبر : فإن ذلك لو كان مشروعا لَسَـنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته ، وذلك لأن هذا - وإن كان من نوع مصلحة - ففيه مفسدة راجحة .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد