وصلني هذا الحديث إلى ايميلي، وبالبحث عنه في موقعكم لم أجده بالرغم من أن الناقل قد أفاد باسم الرواة أملا أن أجد لديكم الرد الشافي عنه.
وجزاكم الله خيرا
مع ملاحظة هامة: أن الموقع صار البحث فيه أصعب كثيرا عن ذي قبل، وتوقف للصفحة كثيرا مما يضطرني إلى إغلاق المتصفح وفتحه مرات أملا أن يكون الأمر فترة صيانة أو ما شابه.
وهاهنا السؤال:
مع استفسار ثان هل يجوز الدعاء كما ورد بآخر الحديث وقد وضعته بين قوسين.
لله در السيدة عائشة لما قالت: كنت في حجرتي أخيط ثوباً لي فانكفأ المصباح وأظلمت الحجرة وسقط المخيط أي الإبرة.. فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة.. رفع الشملة وأطل بوجهه.. قالت: فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه.. حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته.. ثم التفتُ إليه فقلت: بأبي أنت يا رسول الله.. ما أضوأ وجهك! فقال: "يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة"، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال:"الويل لمن لا يراني يوم القيامة"، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال:
"من ذكرت عنده فلم يصل عليّ"
رواه الترمذي في (الحديث: 3546)
والإمام أحمد في الحديث: 1/201
((اللهم صل على نور الأنوار وسر الأسرار …ترياق الأغيار … ومفتاح باب اليسار … سيدنا محمد المختار … وآله الأطهار … عدد نعم الله وأفضاله …))
يقول الله تعالى:
{إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد خلط صاحب هذا الكلام بين عدة أشياء جهلا منه أو تلبيسا على العامة، فالثابت في شأن من ذكر عنده اسمه صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه هو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي. رواه أحمد والترمذيوصححه الألباني.
وفي حديث آخر: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وأما قصة عائشة رضي الله عنها فلم يروها أحمد ولا الترمذي في كتبهما المعروفة، وإنما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت عني الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة لشعاع نور وجهه فضحكت فقال يا حميراء بم ضحكت؟ قلت: كان كيت وكيت فنادى بأعلى صوته: يا عائشة الويل ثم الويل ثلاثا لمن حرم النظر إلى هذا الوجه. رواه أبو نعيم في الحلية، وابن عساكر وفي سنده ابن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعن، وفي سنده مسعدة بن بكر الفرغاني أتى عنمحمد بن أحمد أبي عون بخبر كذب، ولم يذكر الذهبي نص الخبر، ولكنا لم نر في مدونات السنة رواية للفرعاني عن ابن أبي عون إلا في هذه القصة، فلعلها المقصودة للذهبي.
وأما الصلاة بقولك اللهم صل على نور الأنوار وسر الأسرار وترياق الأغيار فهي صلاة يسمونها صلاة أحمد البدوي ويدعون أنها أفضل الصلوات، ولا نرى جواز الصلاة بهذه الصلاة لما اشتملت عليه من الغلو والإطراء المنهي عنهما على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
فأما الغلو فقد نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث: إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو. رواه أحمد والحاكم، وصححه الألباني.
وأما الإطراء فقد نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله: لا تطروني كم أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله. رواه البخاري.
ولما فيها من العدول عن الصلاة الإبراهيمية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما في حديث أبي محمد كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله: قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك: قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. متفق عليه.
والله أعلم.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=118773